26‏/07‏/2011

أما آن الأوان

نعم أعلم أن لكل وقتٍ أذان، وكل قدرٍ مكتوب ومُحكم بميعاد محتوم.
ولكن طال الانتظار والأمل على شفا الانهيار والصبر مل، وأوشك على الانتحار.
أما آن الأوان حتى يُروى القلب الظمأن؟ حتى يُفتح بئر الحرمان،
ويكف الدمع ويخرج الصمت للكلام، يتوقف العناء وينتهى وقت البلاء؟
أما آن الأوان كى يرسو الحيران على بر الأمان، كى يجد البحار التائه الشطآن، ويرى الغريق طوق النجاة؟
أما آن الأوان للطير الحزين، أن ينشد أغانى الأفراح؟
أن يجد وليفه ويرتاح من وحدة طالت على غصن شجرة فى مهب الرياح؟
أما آن الأوان أن أرتاح؟.. أن تصفو روحى ويكف قلبى عن النداء؟
أما كفى أما كفى شقاء؟ كفى دموعاً وضحكا ملكوماً.
أما آن الأوان كى ابتسم ابتسامات تمحو الألم، وتغسل الهموم وتشفى القلب المهموم.
أن انتظر غدا ترى فيه عيونى النور، أشاهد فيه قوس قزح بعيون الأطفال.
أن أرسم لوحة للكون، أزينها بأجمل الألوان.
أما آن الأوان لفرحة تبكى روحى من شدتها، وتنهار قدمى ساجدة لشكر المولى عليها.
أما آن الأوان كى يسطع النهار، يشق ليل الظلام الذى طال وينفض معه غبار الانتظار.
أما آن الأوان كى أشعر بالحياة، ويأتى الربيع بعد الشتاء
أن أرى الزهور تتلون بألوان النقاء، أن أسمع صوت المطر ينشد ترانيم المساء
أما آن الأوان كى أشعر بالأمان؟ كى أكسر القيد واقهر السجان؟
كى اتنفس بغير خوف، وأن أنام فى انتظار نور الصباح.
أما آن الأوان كى أمزق جدار وحدتى، وأن أعيش بين الأحياء؟
أما آن الأوان كى أكتب سطورا جديدة على ورقة بيضاء؟
أن أنشد قصيدة عن الحب والسعادة والأمل والبسمة، من بعد طول عناء؟
أما آن الأوان كى يصير المُحال مُباحا، أن يصالحنى الزمان ويفتح لى باباً من أبواب الرزق، ويغلق كل ابواب الحرمان؟
إلهى أما آن الأوان كى ترضى عنى وتسمع منى الدعاء، ويحين لعفوك ورضاك الأوان